سريتْ بهم، حتى تَكِلَّ مطيُّهمْ |
|
وحتى تَراهُمْ فَوْقَ أغْبَرَ طاسِمِ |
وإنيّ أذين أن يقولوا: مزايل |
|
بأي يقول القوم أصحاب حاتمِ |
فإمّا تصيب النفس أكبر همهّا |
|
وإما أبَشِّركمْ بأشعَثَ غانمِ |
وفتيان صدق، لا ضغائن بينهمْ |
|
إذا أرْمَلُوا لم يُولَعُوا بالتّلاوُمِ |
---
أماوي! إن المال غادٍ ورائح |
|
ويبقى من المال الأحاديث والذكرُ |
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ |
|
إذا جاءَ يوْماً حَلّ في مالِنا نَزْرُ |
أماوي! إما مانع فمبين |
|
وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ |
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى |
|
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ |
إذا أنا دلوني الذين أحبهم |
|
لمَلْحُودَةٍ، زَلْجٍ جَوانبُها غُبْرُ |
لراحوا عجالاً ينفضون أكُفَّهُم |
|
يَقولون: قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ |
أماوي! إن يصبح صداي بقفرةٍ |
|
من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ |
تري ْأن ما أهلكت لم يك ضرني |
|
وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ |
أماوي! إني رب واحد أًمِّهِ |
|
أجَرْتُ، فلا قتل عليه ولا أسرُ |
وقد عَلِمَ الأقوامُ لوْ أنّ حاتِماً |
|
أراد ثراء المال، كان له وفرُ |
وإني لا آلو، بمالٍ صنيعة |
|
فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ |
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً |
|
وما إن تُعَرِّيه القداح ولا الخمرُ |
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي |
|
شهوداً، وقد أودى بإخوته الدهرُ |
عنِينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى |
|
كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ |
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَةً |
|
وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ |
فما زادنا بأوا على ذي قرابةٍ |
|
غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ |
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ وسُلّطتْ |
|
على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ |
وماضَرّ جاراً يا ابنةَ القومِ، فاعلمي |
|
يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ |
بعَيْنيَّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَةٌ |
|
وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ |
أماوي! قد طال التجنب والهجر |
|
وقد عذرتني من طِلابِكُمُ العذرُ |
=====
هل الدهرُ إلا اليوم أو أمسِ أو غدُ |
|
كذاكَ الزّمانُ، بَينَنا، يَتَرَدّدُ |
يردُ علينا ليلة بعد يومها |
|
فلا نَحنُ ما نَبقى ولا الدّهرُ يَنفدُ |
لنا أجلٌ، إما تناهى إمامُهُ |
|
فنحن على آثاره نتوردُ |
بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي، فَما أنا مُدّعٍ |
|
سِواهُمْ، إلى قوْمٍ، وما أنا مُسنَدُ |
بدرئهم أغشى دروءَ معاشرِ |
|
ويَحْنِفُ عَنّي الأبْلَجُ المُتَعَمِّدُ |
فمَهْلاً! فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتي |
|
فلا يأمرني بالدنية أسودُ |
على جبن، إذا كنت، واشتد جانبي |
|
أسام التي أعييت، إذْ أنا أمردُ |
فهلْ تركتْ قلبي حضور مكانها |
|
وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟ |
ومُعْتَسِفٍ بالرمح دونَ صحابهِ |
|
تَعَسّفْتُهُ بالسّيفِ، والقَوْمُ شُهّد |
فَخَرّ على حُرّ الجبينِ، وَذادَهُ |
|
إلى الموت، مطرور الوقيعة، مذودُ |
فما رمته حتى أزحت عويصه |
|
وحتى عَلاهُ حالِكُ اللّونِ، أسوَدُ |
فأقسمت، لا أمشي إلى سر جارة |
|
مدى الدهر، ما دام الحمام يغردُ |
ولا أشتري مالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ |
|
ألا كلّ مالٍ، خالَطَ الغَدْرُ أنكَدُ |
إذا كانَ بعضُ المالِ رَبّاً لأهْلِهِ |
|
فإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مالي مُعَبَّدُ |
يُفّكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً |
|
ويُعْطَى إذا مَنّ البَخيلُ المُطَرَّدُ |
إذا ماالبجيل الخب أخمدَ ناره |
|
أقولُ لمَنْ يَصْلى بناريَ: أوقِدوا |
توَسّعْ قليلاً، أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا |
|
وموقدها الباري أعف وأحمدُ |
كذاكَ أُمورُ النّاسِ راضٍ دَنِيّةً |
|
وسامٍ إلى فَرْعِ العُلا، مُتَوَرِّدُ |
فمِنْهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّتُّ حَوْلَهُ |
|
ومنهُمْ لَئيمٌ دائمُ الطّرْفِ، أقوَدُ |
وداع دعاني دعوة، فأجبته |
|
وهل يدع الداعين إلا المبلَّدُ؟ |
======
وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى |
|
وتارك شكل لا يوافقه شكلي |
وشكلي شكل لا يقوم لمثله |
|
من الناس، إلا كلُّ ذي نيقة مثلي |
ولي نيقة في المجد والبذل لم تكنْ |
|
تألفها، فيما مضى، أحدٌ قبلي |
وأجعلُ مالي دون عرضي، جنةً |
|
لنفسي، فاستغني بما كان من فضلي |
ولي معَ بذلِ المالِ والبأسِ، صَوْلةٌ |
|
إذا الحرب أبدت عن نواجذها العصل |
وما ضَرّني أَنْ سارَ سَعْدٌ بِأهْلِهِ |
|
وأفرَدَني في الدّارِ، ليسَ معي أهلي |
سَيَكْفي ابتنائ المجدَ سعد بن حَشْرَج |
|
أحمل عنكم كل ما حل من أزلي |
وما مِنْ لَئيمٍ عالَهُ الدّهْرُ مَرّةً |
|
فيذكرها، إلا إستمال إلى البخل |
=======
ومجيبٌ دعاءه، إن دعاني |
|
عجلاً، واحداً وذا أصحابِ |
إنّما بيننا وبينك، فاعلمْ |
|
سير تسعٍ، للعاجل المنتابِ |
فثلاثٌ من السراة إلى الحلبطِ |
|
للخيل، جاهداً، والرّكاب |
وثلاثٌ يردن تيماء زهواً |
|
وثلاث يقربن بالإعجابِ |
فإذا ما مررت في مسبطر |
|
فاجمح الخيل مثل جمح الكعابِ |
بَينما ذاكَ أصْبحتْ، وهيَ عضْدي |
|
من سبيٍ مجموعة، ونهابِ |
ليتَ شِعْري، متى أرى قُبّةً |
|
ذاتَ قِلاعٍ للحارِثِ الحَرّابِ |
بيفاع، وذاك منها محلٌ |
|
فوق ملك، يدين بالأحسابِ |
أيها الموعدي،فإنَّ لَبُوني |
|
بينَ حَقْلٍ، وبَينَ هَضْبٍ دَبابِ |
حيثُ لا أرهب الخزاة، وحولي |
|
ثُعَلِيوّن، كالليوث الغضابِ |
أبلغ الحارث بن عمرو بأني |
|
حافِظُ الوُدّ، مُرْصِدٌ للثوابِ |
====
ولكنّما يبغي به الله وحده |
|
فأعْطِ، فقد أرْبحتَ في البيعة الكَسْبا |
فلو كان ما يُعطِي رياء لأمسكتْ |
|
بهِ جنباتُ اللوم يجذبنه جذبا |
=====
فقلتُ لأصباه صغّار ونسوة |
|
بشهباء، من ليل الثلاثين مرّتِ |
عليكمْ من الشّطَّين كلّ وَرٍيَّة |
|
إذا النارُ مَسّت جانِبَيها ارْمَعَلَّتِ |
ولا ينزل المرء الكريمُ عيالهُ |
|
وأضْيافَهُ، ما ساق مالاً، بضَرّتِ |
لما رأيت الناس هرتْ كلابهم |
|
ضرَبْتُ بسَيفي ساقَ أفعَى فخَرّتِ |
====
وما أنا بالماشي إلى بيت جارتي |
|
طروقاً، أحييها كآخر جانبِ |
ولوْ شَهِدَتْنا بالمُزاحِ لأيْقَنَتْ |
|
على ضرنا، أنا كِرامُ الضرائبِ |
عشيّةَ قال ابن الذئيمة، عارقٌ: |
|
إخالُ رئيسَ القوْمِ ليسَ بآئِبِ |
وماأنا بالساعي بفضل زمامها |
|
لتشرب مافي الحوض قبل الركائبِ |
فماأنا بالطاوي حقيبة رحلها |
|
لأرْكَبَها خِفّاً، وأترُكَ صاحبي |
إذا كنت رباً للقلوص، فلا تدعْ |
|
رَفيقَكَ يَمشِي خَلفَها، غيرَ راكِبِ |
أنِخْها، فأرْدِفْهُ، فإنْ حملَتكُما |
|
فذاك، وإن كان العِقابُ فعاقبِ |
ولستُ، إذا ما أحدَثَ الدّهرُ نكبَةً |
|
بأخضع ولاّج بيوت الأقاربِ |
إذا أوطنَ القومُ البيوتَ وجدتهم |
|
عُماةً عن الأخبار، خُرْقَ المكاسبِ |
وشرٌ الصعاليكٍ، الذي همُّ نفسه |
|
حديث الغواني واتّباعُ المآربِ |
ومَرْقَبَةٍ، دونَ السّماءِ عَلَوْتُها |
|
أقلّب طرفي في فضاءٍ سباسبِ |
==
إذا مابتّ أشرب فوق رِيٍ |
|
لِسُكْرٍ في الشراب، فلا رويتُ |
إذا مابتُّ أختِلُ عِرْسَ جاري |
|
لِيخْفيني الظلام، فلا خَفِيتُ |
أأفضَحُ جارَتي وأخونُ جاري؟ |
|
معاذ الله أفعل ما حييتُ |
كريمٌ، لا أبيتُ الليل، جادٍ |
|
أُعَدّدُ بالأنامِل ما رُزِيتُ |
==========
فخَرّ على حْرّ الجَبينِ بضَرْبَةٍ |
|
تَقُطُّ صِفاقاً عن حشا غير مُسْنَدِ |
فما رُمْتُهُ، حتى تركتُ عويصةُ |
|
بَقيّةَ عَرْفٍ، يحفِزُ التُّرْبَ، مِذْوَدِ |
وحتى ترَكْتُ العائداتِ يَعُدْنَهُ |
|
ينادين لا تَبْعَدْ، وقلت له: ابعَدِ |
أطافوا بهِ طَوْفَيْنِ، ثم مشوا بهِ |
|
إلى ذات إلجاف، بِزخَّاءَ، قُردُدِ |
ومَرْقَبَةٍ دونَ السّماءِ، طِمِرَّةٍٍ |
|
سَبَقتُ طُلوعَ الشّمسِ منها بمَرْصَدِ |
وسادي بها جفنُ السلاح، وتارة |
|
على عُدَواءِ الجَنْبِ، غير مُوَسَّدِ |
وخِرْقٍ كنصْلِ السيفِ قد رامَ مَصْدفي |
|
تَعَسّفْتُهُ بالرّمحِ، والقوْمُ شُهّدي |
=========
أبِيتُ كَئيباً أُراعي النّجومَ |
|
وأوجِعُ، من ساعِدَيَّ، الحديدا |
أُرَجّي فواضِلَ ذي بهجة |
|
من الناس، يجمع حَزماً وجودا |
نَمَتْهُ إمامَة ُ والحارِثانِ |
|
حتى تَمَهَّل سبقاً جديدا |
كَسَبْقِ الجوادِ غداة الرهان |
|
أرْبَى على السِّنِّ شأواً مديدا |
فاجمعْ، فداءٌ لك الولدانِ |
|
لِما كنتَ فينا، بخَيرٍ، مُريدا |
فتَجْمَعُ نُعْمى على حاتِمٍ |
|
وتُحضِرُها، من مَعَدٍّ، شُهودا |
أم الهُلْكُ أدنى ، فما إن علمت |
|
عليّ جُناحاً، فأخشى الوعيدا |
فأحسنْ فلا عار فيما صنعتَ |
|
تحيي جدوداً، وتَبْرِي جدودا |
أبَى طُولُ لَيلِكَ إلاّ سُهُودا |
|
فَما إنْ تَبينُ لِصْبْحٍ، عَمودا |
==========
وعاذلةٍ هبّتْ بليل تلومُني |
|
وقد غاب عيّوقُ الثريا فعرّدا |
تَلومُ على إعطائيَ المالَ ضِلّةً |
|
إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا |
تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني |
|
أرى المال عند الممسكين، مُعَبَّدا |
ذَريني ومالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ |
|
وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا |
أعاذِلَ! لا آلُوكِ إلا خليقتي |
|
فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا |
ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّةً |
|
يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا |
ذريني أكُن للمالِ ربّا ولايكُن |
|
لي المالُ ربا، تَحمِدِي غِيَّهُ غدا |
أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني |
|
أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا |
وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي |
|
إلى رأي من تَلْحَيْنَ، رأيك مُسندا |
ألم تعلمي أني إذا الضيفُ نابني |
|
وعَزَّ القِرَى، أقري السَّديف المُسرْهدا |
أسودُ سادات العشيرة، عارفاً |
|
ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذْوَدا |
وأُلْفَى لأعراض العشيرة حافظاً |
|
وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا |
يقولون لي: أهلكت مالك، فاقتصد |
|
وما كنتُ لولا ما تقولونَ، سيّدا |
كلوا الآن من رزق الإله وأيسروا |
|
فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا |
سأذخرُ من مالي دلاصاً وسابحاً |
|
وأسمرَ خَطِّيَّاً، وعضباً مهندا |
وذلكَ يكفيني من المال كله |
|
مصوناً، إذا ما كان عندي متلِدا |
ولا أشتري مالا بغدر عَلِمْتُهُ |
|
ألا كل مالٍ خالط الغدر أنْكدا |
==========
ها إنّما مُطِرَتْ سَماؤكُمُ دَماً |
|
ورفعتَ رأسَكَ مثلَ رأسِ الأصْيَدِ |
ليكون جيراني أُكالاً بينكم |
|
بُخْلاً لِكِنْدِيٍّ، وسَبْيٍ مُزْبِدِ |
وابنِ النُّجُودِ، وإنْ غَدا مُتَلاطِماً |
|
وابنِ العَذَوَّرِ ذي العِجانِ الأزْبَدِ |
ولثابت عيني جذٍ متماوت |
|
والعمظ أوس قد عوى لمقلد |
أبلغ بني ثعلٍ بأني لم أكن |
|
أبداً، لأفعَلَها، طِوالَ المُسْنَدِ |
لا جِئْتُهُمْ فَلاًّ، وأتْرُكَ صُحْبَتي |
|
نهباً، ولم تغدر بقائمه يدي |
أبلغْ بني لأمٍ بأن خيولهم |
|
عقرى ، وأن مجادهم لم يمجد |
=======
إذا ما صَنَعْتِ الزاد فالتمسي لهُ |
|
إكيلاً، فإني لست آكلهُ وحدي |
أخاً طارقاً، أو جارَ بيتٍ فإنني |
|
أخافُ مَذَمّاتِ الأحاديثِ من بعدي |
وإنّي لعَبْدُ الضّيفِ، ما دام ثاوياً |
|
وما فيّ إلاّ تلكَ من شيمةِ العَبدِ |
أيا ابنةَ عبد اللهِ، وابنة مالكٍ |
|
ويا ابنةَ ذي البُرْدينِ والفرَسِ الوَردِ |
=========
بمُنْعَرَجِ الغُلاّنِ، بينَ سَتيرَةٍ |
|
إلى دارِ ذاتِ الهَضْبِ، فالبُرُقِ الحُمرِِ |
إلى الشِّعبِ، من أُعلى سِتارٍ فثَرْمَدٍ |
|
فبَلْدَةِ مَبنى سِنْبسٍ لابنتَيْ عَمرِي |
وما أهلُ طودٍ، مكفهرٍ حصونه |
|
منَ الموْتِ، إلاّ مثلُ مَن حلّ بالصَّحرِ |
وما دارِعٌ، إلاّ كآخَرَ حاسِرٍ |
|
وما مُقتِرٌ، إلاّ كآخَرَ ذي وَفْر |
تنوطُ لنا حبَّ الحياة نفوسنا |
|
شَقاءً، ويأتي الموْتُ من حيثُ لا ندري |
أماوي! إما مت، فاسعي بِنُطْفَةٍٍ |
|
من الخَمرِ، رِيّاً، فانضَحِنَّ بها قبرِي |
فلو أن عين الخمر في رأس شارفٍ |
|
من الأسد وردٍ، لأعتجلنا على الخمر |
ولا آخذُ المولى لسوءٍ بلائه |
|
وإنْ كانَ مَحنيّ الضّلوعِ على غَمْرِ |
متى يأتِ يوماً وارثي يبتغي الغِنى |
|
يجد جُمْعَ كف، غير ملء ولا صفر |
يجدْ فرساً مثل العِنان، وصارماً |
|
حُساماً، إذا ما هُزّ لم يَرْضَ بالهَبرِ |
وأسمرَ خَطِّياً، كأن كعوبهُ |
|
نوى القسب، قد أرمى ذراعاً على العشر |
وإنّي لأستَحيي في الأرْضِ أنْ أرَى |
|
بها النّابَ يَمشي، في عشِيّاتها الغُبْرِ |
وعشتُ مع الأقوام بالفقر والغنى |
|
سَقاني بكأسَي ذاكَ كِلْتَيهِما دَهري |
بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ |
|
بِسُقْفٍ إلى وادي عمودانَ فالغَمْرِ |
=====
ووشتْ وشاةٌ بيننا، وتقاذفت |
|
نوى غربةٍ، من بعد طول التجاوُرِِ |
وفتيانِ صِدْقٍ ضَمَّهمْ دَلَجُ السُّرَى |
|
على مُسْهَماتٍ، كالقِداحِ، ضَوامرِِ |
فلمّا أتَوْني قلتُ: خيرُ مُعَرَّسٍ |
|
ولم أطّرِحْ حاجاتِهِمْ بمَعاذِرِ |
وقُمتُ بمَوْشيّ المُتونِ، كأنّهُ |
|
شِهابُ غَضاً، في كَفّ ساعٍ مبادرِ |
ليشقى به عرقوب كوماء جبلةٍ |
|
عَقيلَةِ أُدْمٍ، كالهِضابِ، بَهازِرِ |
فظَلّ عُفاتي مُكْرَمينَ، وطابخي |
|
فريقان منهم: بين شاوٍ وقادرِ |
شآمِيَةٌ، لم تُتّخَذْ لِدُخامِس |
|
الطبيخ، ولا ذمِّ الخليطِ المجاورِِ |
يُقَمِّصُ دَهْداقَ البَضيعِ، كأنّهُ |
|
رؤوس القطا الكُدْرِ الدقاق الحناجرِ |
كأنّ ضُلوعَ الجَنْبِ في فَوَرانِها |
|
إذا استحمشت، أيدي نساءٍ حواسرِ |
إذا استُنزِلتْ كانتْ هَدايا وطُعمةً |
|
ولم تُخْتَزَنْ دونَ العيونِ النّواظِرِ |
كأنّ رِياحَ اللّحمِ، حينَ تغَطمَطتْ |
|
رياح عبيرٍ بين أيدي العواطرِ |
ألا ليت أن الموت كان حِمامُهُ |
|
لَياليَ حَلّ الحَيُّ أكنافَ جابر |
ليالِيَ يدعوني الهوى، فاجيبه |
|
حثيثاً، ولا أُرعي إلى قول زاجرِ |
ودويَّةٍ قفزٍ، تعاوى سباعها |
|
عُواءَ اليتامى من حذارِ التراترِ |
قَطَعْتُ بِمَرْداةٍ، كأن نُسُوعها |
|
تشدُ على قرْمٍٍ، عَلَنْدَى ،مَخاطِرِ |
صَحا القلبُ من سلمى وعن أُمّ عامرِ |
|
وكنتُ أُراني عنهُما غيرَ صابِرِ |
=====
جاورتهم زمن الفساد، فنعمَ |
|
الحيُّ في العَوْصاءِ واليُسْرِِ |
فسقيتُ بالماء النميرِ ولم |
|
أترُكْ أواطِسَ حَمْأةِ الجَفْرِِ |
ودُعيتُ في أُولى النّديّ، ولم |
|
يُنْظَرْ إليّ بأعْيُنٍ خُزْرِ |
الضّارِبِينَ لدَى أعِنّتِهِمْ |
|
الطاعنين، وخيلهم تجري |
والخالطينَ نَحيتَهُمْ بنُضارِهمْ |
|
وذوى الغني منهم بذي الفقرِ |
إنْ كُنتِ كارِهَةً مَعيشَتَنا |
|
هاتي، فَحُلّي في بني بدرِ |
======
وقد زوَّجوها، وقد عَنَسَتْ |
|
وقد أيْقَنُوا أنّها عاقِرُ |
فإنْ يَكُ أمرٌ بأعْجازِها |
|
فإني، على صدرها، حاجرُ |
أرى أجأً، من وراء الشَّقيقَ |
|
والصَّهو، زُوِّجَها عامرُ |
======
رَأيتُكَ أدْنَى النّاسِ منّا قَرابَةً |
|
وغيرَكَ منهُمْ كنتُ أحبُو وأنصُرُ |
إذا ما أتَى يَوْمٌ يُفَرّقُ بَيْنَنا |
|
بموت، فكن يا وهم ذو يتأخرُ |
ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة |
|
فإنّكَ أنتَ المرْءُ بالخيرِ أجدَرُ |
==
ألا أرِِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها |
|
حِذَارَ غد، أحْجَى بأن لا يَضيرُها |
إذاالنجم أضْحى مغربَ الشمس مائلا |
|
ولم يك بالآفاق بَوْنٌ يُنيرها |
إذا ما السماءُ، لم تكن غير حلبة |
|
كجِدَّةِ بَيتِ العَنكبوتِ، يُنيرُها |
فقد عَلِمَتْ غَوْثٌ بأنّا سَراتُها |
|
إذا أُعْلِمَت، بعد السِّرار أمورُها |
إذا الرّيحُ جاءَتْ من أمامِِ أخائِفٍ |
|
وألْوَتْ بأطنابِ البيوتِ صدورَها |
وإنا نُهينُ المالَ، في غير ظِنَّةٍ |
|
وما يشتكينا في السنين، ضريرها |
إذا ما بخيل الناس هرت كلابُهُ |
|
وشق على الضيفِ الضعيفِ عَقورُها |
فإنّي جَبانُ الكلبِ، بَيْتي مُوَطّأٌ |
|
أجود إذا ماالنفسُ شحَ ضميرها |
وإن كلابي قد أهرَّت وعُوِّدَتْ |
|
قليلٌ على مَنْ يَعتريني، هَريرُها |
وما تشتكى قِدري، إذاالناس امحلت |
|
أُؤثِّفُها طوراً، وطوراً أُميرها |
وأبرزُ قِدْري بالفضاء، قليلها |
|
يُرى غير مضنون به، وكثيرها |
وإبلي رهنٌ أن يكون كريمها |
|
عَقِيراً، أمامَ البيتِ، حينَ أُثِيرُها |
أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني |
|
وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها |
وليس على ناري حجاب يَكُنُّها |
|
لمستوبص ليلاً، ولكن أنيرها |
فلا وأبيك، ما يظلَّ ابن جارتي |
|
يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها |
وما تشتكيني جارتي، غير أنها |
|
إذا غاب عنها بعلها، لا أزورها |
سيبلغها خيري، ويرجع بعلها |
|
إليها، ولم يقصر عليَّ ستورها |
وخَيْلٍ تَعادَى للطّعانِ شَهِدْتُها |
|
ولَوْ لم أكُنْ فيها لَساءَ عَذيرُها |
وغمرةٍ وموت ليس فيها هوادة |
|
يكون صدور المشرفي جسورها |
صَبرْنا لها في نَهْكِها ومُصابِها |
|
بأسيافنا، حتى يبوخ سعيرها |
وعَرْجَلَةٍ شُعْثِ الرّؤوسِ، كأنّهم |
|
بنو الجن، لم تطبخ بقدر جزورها |
شَهِدْتُ وعَوّاناً، أُمَيْمَةُ، انّنا |
|
بنو الحرب نصلاها، إذا اشتد نورها |
على مُهرَةٍ كَبداءَ، جرْداءَ، ضامِرٍ |
|
أمين شظاها، مطمئن نسورها |
وأقسمت، لاأعطي مليكاً ظلامة |
|
وحَوْلي عَدِيٌّ، كَهْلُها وغَرِيرُها |
أبَتْ ليَ ذاكُمْ أُسرَة ٌ ثُعْلِيّةٌ |
|
كريم غناها، مستعف فقيرها |
وخُوصٍ دِقاقٍ، قد حَدَوْتُ لفتيةٍ |
|
عليهِنّ، إحداهنّ قد حَلّ كُورُها |
=========
فقُلتُ لها: إنّ الطّريقَ أمامَنا |
|
وإنّا لَمُحْيُو رَبْعِنا إنْ تَيَسّرَا |
فيا راكبيْ عليا جديلة، إنما |
|
تُسامانِ ضَيْماً، مُسْتَبيناً، فتَنْظُرَا |
فَما نَكَراهُ غيرَ أنّ ابنَ مِلْقَطٍ |
|
أراهُ، وقد أعطى الظُّلامةَ، أوجَرَا |
وإنّي لمُزْجٍ للمَطيّ على الوَجَا |
|
وما أنا مِنْ خُلاّنِكِ، ابنَة َ عفزَرا |
وما زلتُ أسعى بين نابٍ ودارةٍ |
|
بلَحْيانَ، حتى خِفتُ أنْ أتَنَصّرا |
وحتى حسِبتُ اللّيلَ والصّبحَ، إذا بدا |
|
حصانين سيالين جوذاً وأشقرا |
لشعبٌ من الريان أملك بابه |
|
أنادي به آلَ الكبير وجعفرا |
أحَبُّ إليّ مِنْ خَطيبٍ رَأيْتُهُ |
|
إذا قُلتُ مَعروفاً، تَبَدّلَ مُنْكَرَا |
تنادي إلى جارتها: إن حاتماً |
|
أراهُ، لَعَمْري، بَعدنا، قد تغَيّرَا |
تغيرت، إني غير آتٍ لريبةٍ |
|
ولا قائلٌ، يوْماً، لذي العُرْفِ مُنكَرَا |
ولا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ |
|
إذا بادَرَ القوْمُ الكَنيفَ المُستَّرَا |
فلا هي ما ترعى جميعاً عشارها |
|
ويُصْبحُ ضَيْفي ساهِمَ الوَجهِ، أغبرَا |
متى تَرَني أمشي بسَيفيَ، وَسْطَها |
|
تخفني وتضمره بينها أن تجزَّرا |
وإني ليغشى أبعد الحي جفمتي |
|
إذا ورقُ الطلح الطوال تحسَّرا |
فلا تَسْأليني، واسألي بيَ صُحْبَتي |
|
إذا ما المطيّ، بالفلاة، تضورا |
وإني لوهاب قطوعي وناقتي |
|
إذا ما انتشيت، والكمت المصدِّرا |
وإنّي كأشلاءِ اللّجام، ولنْ ترَى |
|
أخا الحرب إلا ساهمَ الوجه، أغبرا |
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها |
|
وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمرا |
وإني، إذا ما الموتُ لم يكُ دونهُ |
|
قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا |
متى تَبْغِ وُدّاً منْ جَديلَة َ تَلْقَهُ |
|
مَعَ الشِّنْءِ منهُ، باقياً، مُتأثّرَا |
فإلاّ يُعادونا جَهَار اًنُلاقِهِمْ |
|
لأعْدائِنا، رِدْءاً دَليلاً ومُنذِرَا |
إذا حالَ دوني، من سُلامانَ، رَملةٌ |
|
وجدتُ توالي الوصل عندي أبترا |
حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ |
|
وحَنّتْ قَلوصي أن رَأتْ سوْطَ أحمرَا |
======
ولكني مما أصاب عشيرتي |
|
وقَوْمي بأقرانٍ، حَوالَيهمِ الصُّبَرْ |
ليالي نمسي بين جوٍ ومِسْطَحٍ |
|
نشاوى ، لنا من كل سائمةٍ جَزَرْ |
فيا لَيتَ خيرَ الناسِ حيّاً ومَيّتاً |
|
يقول لنا خيراً، ويُمضي الذي إئْتَمَرْ |
فإنْ كانَ شَرٌّ، فالعَزاءُ، فإنّنا |
|
على وقعات الدهر، من قَبْلها صُبُرْ |
سقى الله، رب الناس، سحاً وديمةٍ |
|
جَنُوبَ السَّراةِ من مَآبٍ إلى زُعَرْ |
بلادَ امرىءٍ لا يَعرِفُ الذّمُّ بيتَهُ |
|
له المشرب الصافي، وليس له الكدرْ |
تذكّرْتُ من وَهمِ بن عمرٍو جلادةً |
|
وجُرأةَ مَعْداهُ، إذا نازِحٌ بَكَرْ |
فأبشرْ، وقرَّ العين منك، فإنني |
|
أجيء كريماً، لا ضعيفاً ولا حَصِرْ |
ألا إنني هاجني الليلةَ الذكرْ |
|
وما ذاكَ منْ حُبّ النساءِ ولا الأشَرْ |
====
حاشا بني عمرو بن سنبس، إنهمْ |
|
مَنَعُوا ذِمارَ أبيهِمِ، أنْ يَدْنَسوا |
وتَواعَدوا وِِرْدَ القُرَيّةِ غُدْوَةً |
|
وحَلَفْتُ باللَّهِ العَزيزِ لنَحْبَسُ |
والله يعلمُ لو أنى بسُلافِهِمْ |
|
طَرْفُ الجريضِ، لظلّ يوْمٌ مُشكِسُ |
كالنّارِ والشّمسِ التي قالَتْ لها |
|
بيَدِ اللُّوَيمِسِ، عالِماً ما يَلْمِسُ |
لا تَطْعَمَنّ الماءَ إنْ أوْرَدْتَهُمْ |
|
لتمام طميكم، ففوزوا واحبسوا |
أو ذو الحصين، وفارسٌ ذو مِرَّةٍ |
|
بكَتيبَة ٍ، مَنْ يُدْرِكُوهُ يَغرِسُ |
وموطأ الأكناف، غير مُلَعَّنٍ |
|
في الحي مشاءٌ إليه المجلسُ |
ولقد بغى بِجَلادِ أوس، قومُهُ |
|
ذُلاًّ، وقد علِمتْ، بذلك، سِنْبِسُ |
==
بَنُوا جِنّيّة وَلَدَتْ سُيُوفاً |
|
صوارم، كلها ذكر صنيعُ |
وجارتهم حصان ما تزنى |
|
وطاعمة الشتاء، فما تجوعُ |
شرى وُدّي وتَكرِمَتي جَميعاً |
|
لآخِرِ غالِبٍ، أبَداً، رَبيعُ |
لَعَمْرُكَ، ما أضاعَ بَنُو زِيادٍ |
|
ذمار أبيهم، فيمن يُضيعُ |
===
إنّ عَدِيّاً، إذا مَلّكْتَ جانِبَها |
|
مِنْ أمرِ غَوْثٍ، على مرْأًى ومُستمَعِ |
اتبع بني عبد الشمس أمرَ صاحِبِهِم |
|
أهلي فداؤك، إن ضَرَّوا وإن نفعوا |
لا تجعلنا أبيت اللعن ضاحكة |
|
كمعشر صُلِمُوا الآذان، أو جُدِعوا |
إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ |
|
وعبدَ شَمسٍ، أبَيتَ اللّعنَ، فاصْطنِعِ |
=
وإني لأستحيي حياءا يَشِفُّني |
|
إذا القوم أمسوا مرملي الزاد جوعا |
إذا كان أصحابُ الإناءِ ثلاثة |
|
حَيَيَّا ومُسْتَحْياً وكلبا مُجشَّعا |
أُقَصِّرُ كَفّي أنْ تَنالَ أكُفَّهُمْ |
|
إذا نحن أهوينا، وحاجاتنا معا |
وإنّكَ مَهْما تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤلَهُ |
|
وفَرْجَكَ، نالا مُنتهَى الذّمّ أجمعَا |
أبِيتُ خَميصَ البطنِ مُضْطَمِرَ الحشَى |
|
حياء، أخاف الذَّمَّ أن أتَضَلَّعا |
وإنّي لأسْتَحيي صِحابيَ أنْ يَرَوْا |
|
مكان يدي في جانب الزاد، أقرعا |
=====
تَبَغّ ابنَ عَمِّ الصِّدقِ، حيثُ لقِيتَهُ |
|
فإنّ ابنَ عَمّ السَّوءِ، إنْ سَرَّ يُخلفُ |
إذا مات منا سيد قام بعدهُ |
|
نظير له، يغني غِناه ويُخلِفُ |
وإني لأَقْري الضَّيفَ، قبلَ سؤالِهِ |
|
وأطعَنُ قِدْماً، والأسِنَّة تَرْعُفُ |
وإني لأخزى أن تُرى بي بطنة |
|
وجارات بيتي طاويات، ونُحَفُ |
وإني لأُغشِي أبعَدَ الحيّ جَفْنَتي |
|
إذا حرك الأطناب نكباء حَرْجَفُ |
وإني أرمي بالعداوةِ أهلَها |
|
وإنّيَ بالأعداءِ لا أتَنَكّفُ |
وإنّي لأُعْطي سائلي، ولَرُبّما |
|
أُكَلََّفُ ما لا أستَطيعُ، فأكْلَفُ |
وإنّي لمَذْمومٌ، إذا قيلَ حاتِمٌ |
|
نبا نبوة ، إن الكريم يُعَنَّفُ |
سآبى ، وتَأبَى بي أُصُولٌ كريمَةٌ |
|
وآباءُ صدق، بالمودةِ شُرِِّفوا |
وأجعل مالي دون عرضي، إنني |
|
كذلِكُمُ مِمّا أُفيدُ وأُتْلِفُ |
وأغْفِرُ، إنْ زَلّتْ بمَوْلايَ نَعْلَةٌ |
|
ولا خير في المولى، وإذا كان يُقْرِفُ |
سأنصرُهُ، إن كان للحق تابعاً |
|
وإنْ جارَ لم يَكْثُرْ عليّ التّعَطّفُ |
وإن ظلموه قمت بالسيف دونه |
|
لأنصره، إن الضيف الضعيف يُؤنَّفُ |
وإنّي، وإنْ طالَ الثّواءُ، لَمَيّتٌ |
|
ويَعْطِمُني، ماوِيَّ، بيتٌ مُسقَّفُ |
وإنّي لَمَجْزِيٌّ بِما أنا كاسِبٌ |
|
وكل امرئ رهن بما هو مُتْلِفُ |
أرَسْماً جديداً من نَوَارَ، تَعَرَّفُ |
|
تُسائِله إذ ليس بالدار موقفُ |
======
ولا تقولي لمال، كنتُ مُهْلِكَهُ |
|
مهلاً، وإن كنت أُعطي الجِنَّ والخبلا |
يرى البخيل سبيل المال واحدةً |
|
إن الجواد يرى في ماله، سُبُلا |
إن البخيلَ إذا ما مات، يَتْبَعُهُ |
|
سُوءُ الثّناءِ، ويحوي الوارِثُ الإبِلا |
فاصدقْ حديثك، إن المرء يتبعه |
|
ما كان يَبني، إذا ما نَعْشُهُ حُمِلا |
لَيتَ البخيلَ يراهُ النّاسُ كُلُّهُمُ |
|
كما يراهم، فلا يَقْرَى إذا نزلا |
لا تعذليني على مال وصلتُ بهِ |
|
رحماً، وخير سبيلِ المال ما وصلا |
يَسعى الفتى، وحِمامُ الموْتِ يُدرِكُهُ |
|
وكلُّ يوْمٍ يُدَنّي، للفتى الأجَلا |
إني لأعلم أني سوف يدركني يومي |
|
أصبح، عن دنياي مشتغلا |
فليتَ شعري، وليتٌ غيرُ مُدرِكةٍ |
|
لأيّ حالٍ بها أضْحَى بنُو ثُعَلا |
أبلغْ بني ثعل عني مغلغلة |
|
جهد الرسالة لا محكاً، ولا بُطُلا |
أغزوا بني ثعل، فالغزو حظكم |
|
عُدّوا الرّوابي ولا تبكوا لمن نكَلا |
ويهاً فداؤكم أمي وما ولدتْ |
|
حامُوا على مجدِكم، واكفوا من اتّكلا |
إذْ غاب مبن غاب عنهم من عشيرتنا |
|
وأبدَتِ الحرْبُ ناباً كالِحاً، عَصِلا |
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي ذو مُحافَظَةٍ |
|
ما لم يَخُنّي خَليلي يَبْتَغي بَدَلا |
فإنْ تَبَدّلَ ألفاني أخا ثِقَة |
|
عَفَّ الخليقة ِ، لا نِكْساً ولا وكِلا |
مهلاً نوار، اقلي اللوم والعذلا |
|
ولا تقولي لشيء فات، ما فعلا؟ |
=====
هما سألاني ما فعلتَ؟ وإنني |
|
كذلك، عما أحدثا، وأنا سائلُ |
فقلتُ: ألا كَيفَ الزّمانُ علَيكُما؟ |
|
فقالا: بخير، كُلُّ أرضك سائلُ |
أتاني مِنَ الريّانِ، أمسِ، رِسالةٌ |
|
وغَدْراً بحَيٍّ ما يقولُ مُواسِلُ |
=========
فإن نزيعَ الجفر يذهب عيمتي |
|
وأبلغ بالمخشوب، غير المفلفلِ |
إذا كنتَ ذا مال كثير، موجهاً |
|
تُدَقّ لك الأفحاءُ في كلّ منزِلِ |
===
فقلت له: خذ المرتاع منها |
|
فإني لستُ أرضى بالقليل |
على حالٍ ولا عوَّدتُ نفسي |
|
على علاتها عِلَلَ البخيل |
فخذها إنها مائتا بعير |
|
سوى النابِ الرَّذِيَّةِ والفصيل |
فلا منٌّ عليك بها فإني |
|
رأيتُ المنّ يُزْري بالجميل |
فآب البرجميُّ وما عليه |
|
من أعباءِ الحَمَالةِ من فتيل |
يجرُّ الذيل ينفضُ مِذْرَوَيهِ |
|
خفيفَ الظَّهر من حملٍ ثقيل |
أتاني البرجميُّ أبو جُبيل |
|
لِهَمٍّ في حَمالتِهِ طويلِِ |
=====
أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما |
|
كحظك، في رق، كتاباً منمنما |
أذاعتْ بهِ الأرْواحُ، بعدَ أنيسِها |
|
شُهُوراً وأيّاماً، وحَوْلاً مُجرَّما |
دوارجَ، قد غيرن ظاهر تربه |
|
وغيرت الأيام ما كان معلما |
وغيرها طول التقادم والبلى |
|
فما أعرِفُ الأطْلالَ، إلاّ تَوَهُّمَا |
تَهادى عَلَيها حَلْيُها، ذاتَ بهجةٍ |
|
وكشحاً، كطي السابرية ، أهضما |
ونحراً كفى نور الجبين، يزينه |
|
توَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْرٌ، مُنَظَّمَا |
كجمر الغضا هبت به، بعد هجعة |
|
من الليل، أروح الصبَّا، فتنسما |
يُضِيءُ لَنا البَيتُ الظّليلُ، خَصاصَةً |
|
إذا هيَ، لَيلاً، حاوَلتْ أن تَبَسّمَا |
إذا انقَلَبَتْ فوْقَ الحَشيّة ِ، مرّةً |
|
تَرَنّمَ وَسْوَاسُ الحُلِيّ ترَنُّمَا |
وعاذلتين هبتا، بعد هجعة |
|
تَلُومانِ مِتْلافاً، مُفيداً، مُلَوَّمَا |
تَلومانِ، لمّا غَوّرَ النّجمُ، ضِلّةً |
|
فتًى لا يرَى الإتلافَ، في الحمدِ، مغرَما |
فقلتُ: وقد طالَ العِتابُ علَيهِما |
|
ولوْ عَذَراني، أنْ تَبينَا وتُصْرَما |
ألا لا تَلُوماني على ما تَقَدّما |
|
كفى بصُرُوفِ الدّهرِ، للمرْءِ، مُحْكِما |
فإنّكُما لا ما مضَى تُدْرِكانِهِ |
|
ولَسْتُ على ما فاتَني مُتَنَدّمَا |
فنَفسَكَ أكرِمْها، فإنّكَ إنْ تَهُنْ |
|
عليك، فلن تلفي لك، الدهر، مكرما |
أهِنْ للّذي تَهْوَى التّلادَ، فإنّهُ |
|
إذا مُتَّ كانَ المالُ نَهْباً مُقَسَّمَا |
ولا تشقين فيه، فيسعد وارثٌ |
|
بهِ، حينَ تخشَى أغبرَ اللّوْنِ، مُظلِما |
يُقَسّمُهُ غُنْماً، ويَشري كَرامَةً |
|
وقد صِرْتَ، في خطٍّ من الأرْض، أعظُما |
قليلٌ بهِ ما يَحمَدَنّكَ وَارِثٌ |
|
إذا ساق مما كنت تجمع مغنما |
تحملْ عن الذنين، واستبق ودهمُ |
|
ولن تستطع الحلم حتى تحلما |
متى تَرْقِ أضْغانَ العَشيرَة ِ بالأنَا |
|
وكفّ الأذى ، يُحسَم لك الداء مَحسما |
وما ابتَعَثَتني، في هَوايَ، لجاجةٌ |
|
إذا لم أجِدْ فيها إمامي مُقَدَّمَا |
إذا شِئْتَ ناوَيْتَ امْرَأ السّوْءِ ما نَزَا |
|
إليكَ، ولاطَمْتَ اللّئيمَ المُلَطَّمَا |
وذو اللب والتقوى حقيق، إذا رأى |
|
ذو طبع الأخلاق، أن يتكرَّما |
فجاورْ كريماً، واقتدح من زنادهِ |
|
وأسْنِدْ إليهِ، إنْ تَطاوَلَ، سُلّمَا |
وعوراء، قد أعرضت عنها، فلم يضرْ |
|
وذي أودٍ قومته، فتقوما |
وأغْفِرُ عَوْراءَ الكَريمِ ادّخارَهُ |
|
وأصفح من شتم اللئيم، تكرَّما |
ولا أخذِلُ الموْلى ، وإن كان خاذِلاً |
|
ولا أشتمُ ابنَ العمّ، إن كانَ مُفحَما |
ولا زادَني عنهُ غِنائي تَباعُداً |
|
وإن كان ذا نقص من المال مصرما |
ولَيْلٍ بَهيمٍ قد تَسَرْبَلتُ هَوْلَهُ |
|
إذا الليلُ، بالنِّكسِ الضّعيفِ، تجَهّمَا |
ولن يَكسِبَ الصّعلوكُ حمداً ولا غنًى |
|
إذا هو لم يركب، من الأمر، معظما |
يرى الخمص تعذيباً، وإن يلق شبعةً |
|
يبت قلبه، من قلة الهم، مبهما |
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، مُناهُ وهَمُّهُ |
|
من العيش، أن يلقى لبوساً ومطعما |
يَنامُ الضّحى ، حتى إذا ليلُهُ استوَى |
|
تنبه مثلوج الفؤاد، مورَّما |
مقيماً مع المشرين، ليس ببارحٍ |
|
إذا كان جدوى من طعامٍ ومَجثِمَا |
ولله صعلوك يساور همُّه |
|
ويمضِي، على الأحداثِ والدهرِ، مُقدِما |
فتى طلباتٍ، لا يرى الخمص ترحةً |
|
ولا شَبعَة ً، إنْ نالَها، عَدّ مَغنَما |
إذا ما أرى يوماً مكارم أعرضتْ |
|
تَيَمّمَ كُبراهُنّ، ثُمّتَ صَمّمَا |
ترى رمحه، ونبله، ومجنه |
|
وذا شطب، عضب الضريبة ، مخذما |
وأحناء سرج فاتر، ولجامهُ |
|
عتاد فتى هيجاً، وطرفاً مسوَّما |
فذلك أن يهلك فحسنى ثناؤه |
|
وإن يحيى لا يقعد ضعيفا ملوما |
تداركني جدي بسفح متالع |
|
فلا تيأسن ذو نومة أن يغنما |
====
سأمْنَحُهُ على العِلاّتِ، حتى |
|
أرى ، ماوِيّ، أن لا يَشتَكيني |
وكلمةِ حاسدٍ، من غير جرم |
|
سَمِعتُ، وقلتُ مُرّي، فانقِذيني |
وعابُوها عليّ، فلَمْ تَعِبْني |
|
ولم يَعْرَقْ لها، يَوْماً، جَبيني |
وذي وجهين، يلقاني طليقاً |
|
وليسَ إذا تَغَيّبَ، يَأتَسيني |
نظرتُ بعينه، فكففت عنهُ |
|
محافظة على حسبي وديني |
فلُوميني، إذا لم أقْرِ ضَيْفاً |
|
وأُكْرِمْ مُكْرِمي، وأُهِنْ مُهيني |
وما مِنْ شيمتي شَتْمُ ابنِ عَمّي |
|
وما أنا مُخْلِفٌ مَنْ يَرْتَجيني |
====
إن ابن اسماء لكم ضامن |
|
حتى يؤدي آنس ناوِيَهْ |
لا أفصد الناقةَ في أنفها |
|
لكنني أُوجِرُها العاليه |
إني عن الفصدِ لفي مفخرٍ |
|
يكرَهُ مني المفْصَدُ الآلِيه |
والخيلُ إن شَمَّصَ فرسانها |
|
تذكُرُ عند الموتِ أمثالِيَه |
عالِيَ، لا تلتد من عالِيَهْ |
|
إن الذي أهلَكْتِ من مالِيَه |
===
لقد كنتُ أطوي البطن، والزاد يشتهى |
|
مخافة يوماً، أن يقال لئيمُ |
وما كان بي ما كان، والليل مِلبسٌ |
|
رِواق له، فوق الإكام، بهيمُ |
ألُفّ بحِلسِي الزّادَ، من دونِ صُحبتي |
|
وقد آبَ نَجمٌ، واسْتَقَلّ نُجُومُ |
أما والذي لا يعلم الغيب غيرهُ |
|
ويحيي العظام البيض، وهي رميمُ |
====
أُوصيك خيرا بها، فإن لها |
|
يدا لاأزال أحمدها |
تدُلُ ضيفي عليَّ في غلسِ الليلِ |
|
إذا النارُ نام مُوقِدُها |
أقول لإبني وقد سطت يديه |
|
بكلبةٍ لايزال يجلدها |
=======
تُمَنِّينَنَا غدواً، وغيمكم غداً |
|
ضَبابٌ، فلا صَحوٌ ولا الغيمُ جائِدُ |
إذا أنتَ أعطيت الغِنَى، ثم لم تجدْ |
|
بفضلِ الغِنَى، ألفيتَ مالكَ حامدُ |
وماذا يُعَدّي المالُ عَنكَ وجَمعُهُ |
|
إذا كانَ ميراثاً، وواراكَ لاحِدُ |
ألا أخلفتْ سوداء منك المواعدُ |
|
ودونَ الذي أمّلْتَ منها الفَراقِدُ |
======