Normal 0 false false false EN-GB X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

مم /ثالثة 3 ثانوي مدونة محدودة /كل الرياضيات تفاضل وتكامل وحساب مثلثات2ثانوي ترم أول وأحيانا ثاني /التجويد /من كتب التراث الروائع /فيزياء ثاني2 ثانوي.ت2. /كتاب الرحيق المختوم /مدونة تعليمية محدودة رائعة /صفائي /الكشكول الابيض/ثاني ثانوي لغة عربية ترم اول يليه ترم ثاني ومعه 3ث /الحاسب الآلي)2ث /مدونة الأميرة الصغيرة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مدونة السنن الكبري للنسائي والنهاية لابن كثير /نهاية العالم /بيت المعرفة العامة /رياضيات بحتة وتطبيقية2 ثانوي ترم ثاني /احياء ثاني ثانوي ترم أول /عبدالواحد2ث.ت1و... /مدونة سورة التوبة /مدونة الجامعة المانعة لأحكام الطلاق حسب سورة الطلاق7/5هـ /الثالث الثانوي القسم الأدبي والعلمي /المكتبة التعليمية 3 ثانوي /كشكول /نهاية البداية /مدونة كل روابط المنعطف التعليمي للمرحلة الثانوية /الديوان الشامل لأحكام الطلاق /الاستقامة اا. /المدونة التعليمية المساعدة /اللهم أبي وأمي ومن مات من أهلي /الطلاق المختلف عليه /الجغرافيا والجيولوجيا ثانية ثانوي /الهندسة بأفرعها /لغة انجليزية2ث.ت1. /مناهج غابت عن الأنظار. /ترم ثاني الثاني الثانوي علمي ورياضة وادبي /المنهج في الطلاق /عبد الواحد2ث- ت1. /حورية /المصحف ورد ج /روابط المواقع التعليمية ثانوي غام /منعطف التفوق التعليمي لكل مراحل الثانوي العام /لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ /فيزياء 2 ثاني ثانوي.ت1. /سنن النكاح والزواج /النخبة في مقررات2ث,ترم أول عام2017-2018 /مدونة المدونات /فلسفة.منطق.علم نفس.اجتماع 2ث ترم اول /الملخص المفيد ثاني ثانوي ترم أول /السيرة النبوية /اعجاز الخالق /فيمن خلق /ترجمة المقالات /الحائرون الملتاعون هلموا /النُخْبَةُ في شِرعَةِ الطلاق. /أصول الفقه الاسلامي وضوابطه /الأم)منهج ثاني ثانوي علمي رياضة وعلوم /وصف الجنة والحور العين اللهم أدخلنا الجنة ومتاعها /روابط مناهج تعليمية ثاني ثانوي كل الأقسام /البداية والنهاية للحافظ بن كثبر /روابط مواقع تعليمية بالمذكرات /دين الله الحق /مدونة الإختصارات / /الفيزياء الثالث الثانوي روابط /علم المناعة والحساسية /طرزان /مدونة المدونات /الأمراض الخطرة والوقاية منها /الخلاصة الحثيثة في الفيزياء /تفوق وانطلق للعلا /الترم الثاني ثاني ثانوي كل مواد 2ث /الاستقامة أول /تكوير الشمس /كيمياء2 ثاني ثانوي ت1. /مدونة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مكتبة روابط ثاني ثانوي.ت1. /ثاني ثانوي لغة عربية /ميكانيكا واستاتيكا 2ث ترم اول /اللغة الفرنسية 2ثانوي /مدونة مصنفات الموسوعة الشاملة فهرسة /التاريخ 2ث /مراجعات ليلة الامتحان كل مقررات 2ث الترم الثاني /كتاب الزكاة /بستان العارفين /كتب 2 ثاني ثانوي ترم1و2 . /ترم اول وثاني الماني2ث  ///بيسو /مدونات أمي رضي الله عنكي /نهاية العالم /مدونة تحريز نصوص الشريعة الإسلامية ومنع اللعب باالتأويل والمجاز فيها /ابن حزم الأندلسي /تعليمية /أشراط الساعة /أولا/ الفقه الخالص /التعقيبات /المدونة الطبية /خلاصة الفقه /معايير الآخرة ويوم الحساب /بر الوالين /السوالب وتداعياتها

فهرس المؤلفين:اإآأبتثجحخدذرزسشصضط ظعغفقكلمنهـوي

Translate ترجم للغة التي تريدها بسي

الخميس، 22 ديسمبر 2022

قصائد حاتم الطائي


سريتْ بهم، حتى تَكِلَّ مطيُّهمْ
وحتى تَراهُمْ فَوْقَ أغْبَرَ طاسِمِ
وإنيّ أذين أن يقولوا: مزايل
بأي يقول القوم أصحاب حاتمِ
فإمّا تصيب النفس أكبر همهّا
وإما أبَشِّركمْ بأشعَثَ غانمِ
وفتيان صدق، لا ضغائن بينهمْ
إذا أرْمَلُوا لم يُولَعُوا بالتّلاوُمِ

 ---

أماوي! إن المال غادٍ ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذكرُ
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ
إذا جاءَ يوْماً حَلّ في مالِنا نَزْرُ
أماوي! إما مانع فمبين
وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ
إذا أنا دلوني الذين أحبهم
لمَلْحُودَةٍ، زَلْجٍ جَوانبُها غُبْرُ
لراحوا عجالاً ينفضون أكُفَّهُم
يَقولون: قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ
أماوي! إن يصبح صداي بقفرةٍ
من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ
تري ْأن ما أهلكت لم يك ضرني
وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ
أماوي! إني رب واحد أًمِّهِ
أجَرْتُ، فلا قتل عليه ولا أسرُ
وقد عَلِمَ الأقوامُ لوْ أنّ حاتِماً
أراد ثراء المال، كان له وفرُ
وإني لا آلو، بمالٍ صنيعة
فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
وما إن تُعَرِّيه القداح ولا الخمرُ
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي
شهوداً، وقد أودى بإخوته الدهرُ
عنِينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى
كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَةً
وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ
فما زادنا بأوا على ذي قرابةٍ
غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ وسُلّطتْ
على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ
وماضَرّ جاراً يا ابنةَ القومِ، فاعلمي
يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ
بعَيْنيَّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَةٌ
وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ
أماوي! قد طال التجنب والهجر
وقد عذرتني من طِلابِكُمُ العذرُ

=====

هل الدهرُ إلا اليوم أو أمسِ أو غدُ
كذاكَ الزّمانُ، بَينَنا، يَتَرَدّدُ
يردُ علينا ليلة بعد يومها
فلا نَحنُ ما نَبقى ولا الدّهرُ يَنفدُ
لنا أجلٌ، إما تناهى إمامُهُ
فنحن على آثاره نتوردُ
بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي، فَما أنا مُدّعٍ
سِواهُمْ، إلى قوْمٍ، وما أنا مُسنَدُ
بدرئهم أغشى دروءَ معاشرِ
ويَحْنِفُ عَنّي الأبْلَجُ المُتَعَمِّدُ
فمَهْلاً! فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتي
فلا يأمرني بالدنية أسودُ
على جبن، إذا كنت، واشتد جانبي
أسام التي أعييت، إذْ أنا أمردُ
فهلْ تركتْ قلبي حضور مكانها
وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟
ومُعْتَسِفٍ بالرمح دونَ صحابهِ
تَعَسّفْتُهُ بالسّيفِ، والقَوْمُ شُهّد
فَخَرّ على حُرّ الجبينِ، وَذادَهُ
إلى الموت، مطرور الوقيعة، مذودُ
فما رمته حتى أزحت عويصه
وحتى عَلاهُ حالِكُ اللّونِ، أسوَدُ
فأقسمت، لا أمشي إلى سر جارة
مدى الدهر، ما دام الحمام يغردُ
ولا أشتري مالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ
ألا كلّ مالٍ، خالَطَ الغَدْرُ أنكَدُ
إذا كانَ بعضُ المالِ رَبّاً لأهْلِهِ
فإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مالي مُعَبَّدُ
يُفّكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
ويُعْطَى إذا مَنّ البَخيلُ المُطَرَّدُ
إذا ماالبجيل الخب أخمدَ ناره
أقولُ لمَنْ يَصْلى بناريَ: أوقِدوا
توَسّعْ قليلاً، أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا
وموقدها الباري أعف وأحمدُ
كذاكَ أُمورُ النّاسِ راضٍ دَنِيّةً
وسامٍ إلى فَرْعِ العُلا، مُتَوَرِّدُ
فمِنْهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّتُّ حَوْلَهُ
ومنهُمْ لَئيمٌ دائمُ الطّرْفِ، أقوَدُ
وداع دعاني دعوة، فأجبته
وهل يدع الداعين إلا المبلَّدُ؟


======

وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى
وتارك شكل لا يوافقه شكلي
وشكلي شكل لا يقوم لمثله
من الناس، إلا كلُّ ذي نيقة مثلي
ولي نيقة في المجد والبذل لم تكنْ
تألفها، فيما مضى، أحدٌ قبلي
وأجعلُ مالي دون عرضي، جنةً
لنفسي، فاستغني بما كان من فضلي
ولي معَ بذلِ المالِ والبأسِ، صَوْلةٌ
إذا الحرب أبدت عن نواجذها العصل
وما ضَرّني أَنْ سارَ سَعْدٌ بِأهْلِهِ
وأفرَدَني في الدّارِ، ليسَ معي أهلي
سَيَكْفي ابتنائ المجدَ سعد بن حَشْرَج
أحمل عنكم كل ما حل من أزلي
وما مِنْ لَئيمٍ عالَهُ الدّهْرُ مَرّةً
فيذكرها، إلا إستمال إلى البخل

=======

ومجيبٌ دعاءه، إن دعاني
عجلاً، واحداً وذا أصحابِ
إنّما بيننا وبينك، فاعلمْ
سير تسعٍ، للعاجل المنتابِ
فثلاثٌ من السراة إلى الحلبطِ
للخيل، جاهداً، والرّكاب
وثلاثٌ يردن تيماء زهواً
وثلاث يقربن بالإعجابِ
فإذا ما مررت في مسبطر
فاجمح الخيل مثل جمح الكعابِ
بَينما ذاكَ أصْبحتْ، وهيَ عضْدي
من سبيٍ مجموعة، ونهابِ
ليتَ شِعْري، متى أرى قُبّةً
ذاتَ قِلاعٍ للحارِثِ الحَرّابِ
بيفاع، وذاك منها محلٌ
فوق ملك، يدين بالأحسابِ
أيها الموعدي،فإنَّ لَبُوني
بينَ حَقْلٍ، وبَينَ هَضْبٍ دَبابِ
حيثُ لا أرهب الخزاة، وحولي
ثُعَلِيوّن، كالليوث الغضابِ
أبلغ الحارث بن عمرو بأني
حافِظُ الوُدّ، مُرْصِدٌ للثوابِ

====

ولكنّما يبغي به الله وحده
فأعْطِ، فقد أرْبحتَ في البيعة الكَسْبا
فلو كان ما يُعطِي رياء لأمسكتْ
بهِ جنباتُ اللوم يجذبنه جذبا

=====

فقلتُ لأصباه صغّار ونسوة
بشهباء، من ليل الثلاثين مرّتِ
عليكمْ من الشّطَّين كلّ وَرٍيَّة
إذا النارُ مَسّت جانِبَيها ارْمَعَلَّتِ
ولا ينزل المرء الكريمُ عيالهُ
وأضْيافَهُ، ما ساق مالاً، بضَرّتِ
لما رأيت الناس هرتْ كلابهم
ضرَبْتُ بسَيفي ساقَ أفعَى فخَرّتِ

====

وما أنا بالماشي إلى بيت جارتي
طروقاً، أحييها كآخر جانبِ
ولوْ شَهِدَتْنا بالمُزاحِ لأيْقَنَتْ
على ضرنا، أنا كِرامُ الضرائبِ
عشيّةَ قال ابن الذئيمة، عارقٌ:
إخالُ رئيسَ القوْمِ ليسَ بآئِبِ
وماأنا بالساعي بفضل زمامها
لتشرب مافي الحوض قبل الركائبِ
فماأنا بالطاوي حقيبة رحلها
لأرْكَبَها خِفّاً، وأترُكَ صاحبي
إذا كنت رباً للقلوص، فلا تدعْ
رَفيقَكَ يَمشِي خَلفَها، غيرَ راكِبِ
أنِخْها، فأرْدِفْهُ، فإنْ حملَتكُما
فذاك، وإن كان العِقابُ فعاقبِ
ولستُ، إذا ما أحدَثَ الدّهرُ نكبَةً
بأخضع ولاّج بيوت الأقاربِ
إذا أوطنَ القومُ البيوتَ وجدتهم
عُماةً عن الأخبار، خُرْقَ المكاسبِ
وشرٌ الصعاليكٍ، الذي همُّ نفسه
حديث الغواني واتّباعُ المآربِ
ومَرْقَبَةٍ، دونَ السّماءِ عَلَوْتُها
أقلّب طرفي في فضاءٍ سباسبِ

 ==

إذا مابتّ أشرب فوق رِيٍ
لِسُكْرٍ في الشراب، فلا رويتُ
إذا مابتُّ أختِلُ عِرْسَ جاري
لِيخْفيني الظلام، فلا خَفِيتُ
أأفضَحُ جارَتي وأخونُ جاري؟
معاذ الله أفعل ما حييتُ
كريمٌ، لا أبيتُ الليل، جادٍ
أُعَدّدُ بالأنامِل ما رُزِيتُ  

 ==========

فخَرّ على حْرّ الجَبينِ بضَرْبَةٍ
تَقُطُّ صِفاقاً عن حشا غير مُسْنَدِ
فما رُمْتُهُ، حتى تركتُ عويصةُ
بَقيّةَ عَرْفٍ، يحفِزُ التُّرْبَ، مِذْوَدِ
وحتى ترَكْتُ العائداتِ يَعُدْنَهُ
ينادين لا تَبْعَدْ، وقلت له: ابعَدِ
أطافوا بهِ طَوْفَيْنِ، ثم مشوا بهِ
إلى ذات إلجاف، بِزخَّاءَ، قُردُدِ
ومَرْقَبَةٍ دونَ السّماءِ، طِمِرَّةٍٍ
سَبَقتُ طُلوعَ الشّمسِ منها بمَرْصَدِ
وسادي بها جفنُ السلاح، وتارة
على عُدَواءِ الجَنْبِ، غير مُوَسَّدِ
وخِرْقٍ كنصْلِ السيفِ قد رامَ مَصْدفي
تَعَسّفْتُهُ بالرّمحِ، والقوْمُ شُهّدي

=========

أبِيتُ كَئيباً أُراعي النّجومَ
وأوجِعُ، من ساعِدَيَّ، الحديدا
أُرَجّي فواضِلَ ذي بهجة
من الناس، يجمع حَزماً وجودا
نَمَتْهُ إمامَة ُ والحارِثانِ
حتى تَمَهَّل سبقاً جديدا
كَسَبْقِ الجوادِ غداة الرهان
أرْبَى على السِّنِّ شأواً مديدا
فاجمعْ، فداءٌ لك الولدانِ
لِما كنتَ فينا، بخَيرٍ، مُريدا
فتَجْمَعُ نُعْمى على حاتِمٍ
وتُحضِرُها، من مَعَدٍّ، شُهودا
أم الهُلْكُ أدنى ، فما إن علمت
عليّ جُناحاً، فأخشى الوعيدا
فأحسنْ فلا عار فيما صنعتَ
تحيي جدوداً، وتَبْرِي جدودا
أبَى طُولُ لَيلِكَ إلاّ سُهُودا
فَما إنْ تَبينُ لِصْبْحٍ، عَمودا

 ==========

وعاذلةٍ هبّتْ بليل تلومُني
وقد غاب عيّوقُ الثريا فعرّدا
تَلومُ على إعطائيَ المالَ ضِلّةً
إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا
تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني
أرى المال عند الممسكين، مُعَبَّدا
ذَريني ومالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ
وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا
أعاذِلَ! لا آلُوكِ إلا خليقتي
فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا
ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّةً
يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا
ذريني أكُن للمالِ ربّا ولايكُن
لي المالُ ربا، تَحمِدِي غِيَّهُ غدا
أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني
أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا
وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي
إلى رأي من تَلْحَيْنَ، رأيك مُسندا
ألم تعلمي أني إذا الضيفُ نابني
وعَزَّ القِرَى، أقري السَّديف المُسرْهدا
أسودُ سادات العشيرة، عارفاً
ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذْوَدا
وأُلْفَى لأعراض العشيرة حافظاً
وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا
يقولون لي: أهلكت مالك، فاقتصد
وما كنتُ لولا ما تقولونَ، سيّدا
كلوا الآن من رزق الإله وأيسروا
فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا
سأذخرُ من مالي دلاصاً وسابحاً
وأسمرَ خَطِّيَّاً، وعضباً مهندا
وذلكَ يكفيني من المال كله
مصوناً، إذا ما كان عندي متلِدا
ولا أشتري مالا بغدر عَلِمْتُهُ
ألا كل مالٍ خالط الغدر أنْكدا

 ==========

ها إنّما مُطِرَتْ سَماؤكُمُ دَماً
ورفعتَ رأسَكَ مثلَ رأسِ الأصْيَدِ
ليكون جيراني أُكالاً بينكم
بُخْلاً لِكِنْدِيٍّ، وسَبْيٍ مُزْبِدِ
وابنِ النُّجُودِ، وإنْ غَدا مُتَلاطِماً
وابنِ العَذَوَّرِ ذي العِجانِ الأزْبَدِ
ولثابت عيني جذٍ متماوت
والعمظ أوس قد عوى لمقلد
أبلغ بني ثعلٍ بأني لم أكن
أبداً، لأفعَلَها، طِوالَ المُسْنَدِ
لا جِئْتُهُمْ فَلاًّ، وأتْرُكَ صُحْبَتي
نهباً، ولم تغدر بقائمه يدي
أبلغْ بني لأمٍ بأن خيولهم
عقرى ، وأن مجادهم لم يمجد

 =======

إذا ما صَنَعْتِ الزاد فالتمسي لهُ
إكيلاً، فإني لست آكلهُ وحدي
أخاً طارقاً، أو جارَ بيتٍ فإنني
أخافُ مَذَمّاتِ الأحاديثِ من بعدي
وإنّي لعَبْدُ الضّيفِ، ما دام ثاوياً
وما فيّ إلاّ تلكَ من شيمةِ العَبدِ
أيا ابنةَ عبد اللهِ، وابنة مالكٍ
ويا ابنةَ ذي البُرْدينِ والفرَسِ الوَردِ

 =========

بمُنْعَرَجِ الغُلاّنِ، بينَ سَتيرَةٍ
إلى دارِ ذاتِ الهَضْبِ، فالبُرُقِ الحُمرِِ
إلى الشِّعبِ، من أُعلى سِتارٍ فثَرْمَدٍ
فبَلْدَةِ مَبنى سِنْبسٍ لابنتَيْ عَمرِي
وما أهلُ طودٍ، مكفهرٍ حصونه
منَ الموْتِ، إلاّ مثلُ مَن حلّ بالصَّحرِ
وما دارِعٌ، إلاّ كآخَرَ حاسِرٍ
وما مُقتِرٌ، إلاّ كآخَرَ ذي وَفْر
تنوطُ لنا حبَّ الحياة نفوسنا
شَقاءً، ويأتي الموْتُ من حيثُ لا ندري
أماوي! إما مت، فاسعي بِنُطْفَةٍٍ
من الخَمرِ، رِيّاً، فانضَحِنَّ بها قبرِي
فلو أن عين الخمر في رأس شارفٍ
من الأسد وردٍ، لأعتجلنا على الخمر
ولا آخذُ المولى لسوءٍ بلائه
وإنْ كانَ مَحنيّ الضّلوعِ على غَمْرِ
متى يأتِ يوماً وارثي يبتغي الغِنى
يجد جُمْعَ كف، غير ملء ولا صفر
يجدْ فرساً مثل العِنان، وصارماً
حُساماً، إذا ما هُزّ لم يَرْضَ بالهَبرِ
وأسمرَ خَطِّياً، كأن كعوبهُ
نوى القسب، قد أرمى ذراعاً على العشر
وإنّي لأستَحيي في الأرْضِ أنْ أرَى
بها النّابَ يَمشي، في عشِيّاتها الغُبْرِ
وعشتُ مع الأقوام بالفقر والغنى
سَقاني بكأسَي ذاكَ كِلْتَيهِما دَهري
بكَيتَ، وما يُبكيكَ مِنْ طَلَلٍ قفرِ
بِسُقْفٍ إلى وادي عمودانَ فالغَمْرِ

 =====

ووشتْ وشاةٌ بيننا، وتقاذفت
نوى غربةٍ، من بعد طول التجاوُرِِ
وفتيانِ صِدْقٍ ضَمَّهمْ دَلَجُ السُّرَى
على مُسْهَماتٍ، كالقِداحِ، ضَوامرِِ
فلمّا أتَوْني قلتُ: خيرُ مُعَرَّسٍ
ولم أطّرِحْ حاجاتِهِمْ بمَعاذِرِ
وقُمتُ بمَوْشيّ المُتونِ، كأنّهُ
شِهابُ غَضاً، في كَفّ ساعٍ مبادرِ
ليشقى به عرقوب كوماء جبلةٍ
عَقيلَةِ أُدْمٍ، كالهِضابِ، بَهازِرِ
فظَلّ عُفاتي مُكْرَمينَ، وطابخي
فريقان منهم: بين شاوٍ وقادرِ
شآمِيَةٌ، لم تُتّخَذْ لِدُخامِس
الطبيخ، ولا ذمِّ الخليطِ المجاورِِ
يُقَمِّصُ دَهْداقَ البَضيعِ، كأنّهُ
رؤوس القطا الكُدْرِ الدقاق الحناجرِ
كأنّ ضُلوعَ الجَنْبِ في فَوَرانِها
إذا استحمشت، أيدي نساءٍ حواسرِ
إذا استُنزِلتْ كانتْ هَدايا وطُعمةً
ولم تُخْتَزَنْ دونَ العيونِ النّواظِرِ
كأنّ رِياحَ اللّحمِ، حينَ تغَطمَطتْ
رياح عبيرٍ بين أيدي العواطرِ
ألا ليت أن الموت كان حِمامُهُ
لَياليَ حَلّ الحَيُّ أكنافَ جابر
ليالِيَ يدعوني الهوى، فاجيبه
حثيثاً، ولا أُرعي إلى قول زاجرِ
ودويَّةٍ قفزٍ، تعاوى سباعها
عُواءَ اليتامى من حذارِ التراترِ
قَطَعْتُ بِمَرْداةٍ، كأن نُسُوعها
تشدُ على قرْمٍٍ، عَلَنْدَى ،مَخاطِرِ
صَحا القلبُ من سلمى وعن أُمّ عامرِ
وكنتُ أُراني عنهُما غيرَ صابِرِ

 =====

جاورتهم زمن الفساد، فنعمَ
الحيُّ في العَوْصاءِ واليُسْرِِ
فسقيتُ بالماء النميرِ ولم
أترُكْ أواطِسَ حَمْأةِ الجَفْرِِ
ودُعيتُ في أُولى النّديّ، ولم
يُنْظَرْ إليّ بأعْيُنٍ خُزْرِ
الضّارِبِينَ لدَى أعِنّتِهِمْ
الطاعنين، وخيلهم تجري
والخالطينَ نَحيتَهُمْ بنُضارِهمْ
وذوى الغني منهم بذي الفقرِ
إنْ كُنتِ كارِهَةً مَعيشَتَنا
هاتي، فَحُلّي في بني بدرِ

 ======

وقد زوَّجوها، وقد عَنَسَتْ
وقد أيْقَنُوا أنّها عاقِرُ
فإنْ يَكُ أمرٌ بأعْجازِها
فإني، على صدرها، حاجرُ
أرى أجأً، من وراء الشَّقيقَ
والصَّهو، زُوِّجَها عامرُ

 ======

رَأيتُكَ أدْنَى النّاسِ منّا قَرابَةً
وغيرَكَ منهُمْ كنتُ أحبُو وأنصُرُ
إذا ما أتَى يَوْمٌ يُفَرّقُ بَيْنَنا
بموت، فكن يا وهم ذو يتأخرُ
ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة
فإنّكَ أنتَ المرْءُ بالخيرِ أجدَرُ

==

ألا أرِِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
حِذَارَ غد، أحْجَى بأن لا يَضيرُها
إذاالنجم أضْحى مغربَ الشمس مائلا
ولم يك بالآفاق بَوْنٌ يُنيرها
إذا ما السماءُ، لم تكن غير حلبة
كجِدَّةِ بَيتِ العَنكبوتِ، يُنيرُها
فقد عَلِمَتْ غَوْثٌ بأنّا سَراتُها
إذا أُعْلِمَت، بعد السِّرار أمورُها
إذا الرّيحُ جاءَتْ من أمامِِ أخائِفٍ
وألْوَتْ بأطنابِ البيوتِ صدورَها
وإنا نُهينُ المالَ، في غير ظِنَّةٍ
وما يشتكينا في السنين، ضريرها
إذا ما بخيل الناس هرت كلابُهُ
وشق على الضيفِ الضعيفِ عَقورُها
فإنّي جَبانُ الكلبِ، بَيْتي مُوَطّأٌ
أجود إذا ماالنفسُ شحَ ضميرها
وإن كلابي قد أهرَّت وعُوِّدَتْ
قليلٌ على مَنْ يَعتريني، هَريرُها
وما تشتكى قِدري، إذاالناس امحلت
أُؤثِّفُها طوراً، وطوراً أُميرها
وأبرزُ قِدْري بالفضاء، قليلها
يُرى غير مضنون به، وكثيرها
وإبلي رهنٌ أن يكون كريمها
عَقِيراً، أمامَ البيتِ، حينَ أُثِيرُها
أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني
وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها
وليس على ناري حجاب يَكُنُّها
لمستوبص ليلاً، ولكن أنيرها
فلا وأبيك، ما يظلَّ ابن جارتي
يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها
وما تشتكيني جارتي، غير أنها
إذا غاب عنها بعلها، لا أزورها
سيبلغها خيري، ويرجع بعلها
إليها، ولم يقصر عليَّ ستورها
وخَيْلٍ تَعادَى للطّعانِ شَهِدْتُها
ولَوْ لم أكُنْ فيها لَساءَ عَذيرُها
وغمرةٍ وموت ليس فيها هوادة
يكون صدور المشرفي جسورها
صَبرْنا لها في نَهْكِها ومُصابِها
بأسيافنا، حتى يبوخ سعيرها
وعَرْجَلَةٍ شُعْثِ الرّؤوسِ، كأنّهم
بنو الجن، لم تطبخ بقدر جزورها
شَهِدْتُ وعَوّاناً، أُمَيْمَةُ، انّنا
بنو الحرب نصلاها، إذا اشتد نورها
على مُهرَةٍ كَبداءَ، جرْداءَ، ضامِرٍ
أمين شظاها، مطمئن نسورها
وأقسمت، لاأعطي مليكاً ظلامة
وحَوْلي عَدِيٌّ، كَهْلُها وغَرِيرُها
أبَتْ ليَ ذاكُمْ أُسرَة ٌ ثُعْلِيّةٌ
كريم غناها، مستعف فقيرها
وخُوصٍ دِقاقٍ، قد حَدَوْتُ لفتيةٍ
عليهِنّ، إحداهنّ قد حَلّ كُورُها

=========

فقُلتُ لها: إنّ الطّريقَ أمامَنا
وإنّا لَمُحْيُو رَبْعِنا إنْ تَيَسّرَا
فيا راكبيْ عليا جديلة، إنما
تُسامانِ ضَيْماً، مُسْتَبيناً، فتَنْظُرَا
فَما نَكَراهُ غيرَ أنّ ابنَ مِلْقَطٍ
أراهُ، وقد أعطى الظُّلامةَ، أوجَرَا
وإنّي لمُزْجٍ للمَطيّ على الوَجَا
وما أنا مِنْ خُلاّنِكِ، ابنَة َ عفزَرا
وما زلتُ أسعى بين نابٍ ودارةٍ
بلَحْيانَ، حتى خِفتُ أنْ أتَنَصّرا
وحتى حسِبتُ اللّيلَ والصّبحَ، إذا بدا
حصانين سيالين جوذاً وأشقرا
لشعبٌ من الريان أملك بابه
أنادي به آلَ الكبير وجعفرا
أحَبُّ إليّ مِنْ خَطيبٍ رَأيْتُهُ
إذا قُلتُ مَعروفاً، تَبَدّلَ مُنْكَرَا
تنادي إلى جارتها: إن حاتماً
أراهُ، لَعَمْري، بَعدنا، قد تغَيّرَا
تغيرت، إني غير آتٍ لريبةٍ
ولا قائلٌ، يوْماً، لذي العُرْفِ مُنكَرَا
ولا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ
إذا بادَرَ القوْمُ الكَنيفَ المُستَّرَا
فلا هي ما ترعى جميعاً عشارها
ويُصْبحُ ضَيْفي ساهِمَ الوَجهِ، أغبرَا
متى تَرَني أمشي بسَيفيَ، وَسْطَها
تخفني وتضمره بينها أن تجزَّرا
وإني ليغشى أبعد الحي جفمتي
إذا ورقُ الطلح الطوال تحسَّرا
فلا تَسْأليني، واسألي بيَ صُحْبَتي
إذا ما المطيّ، بالفلاة، تضورا
وإني لوهاب قطوعي وناقتي
إذا ما انتشيت، والكمت المصدِّرا
وإنّي كأشلاءِ اللّجام، ولنْ ترَى
أخا الحرب إلا ساهمَ الوجه، أغبرا
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها
وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمرا
وإني، إذا ما الموتُ لم يكُ دونهُ
قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا
متى تَبْغِ وُدّاً منْ جَديلَة َ تَلْقَهُ
مَعَ الشِّنْءِ منهُ، باقياً، مُتأثّرَا
فإلاّ يُعادونا جَهَار اًنُلاقِهِمْ
لأعْدائِنا، رِدْءاً دَليلاً ومُنذِرَا
إذا حالَ دوني، من سُلامانَ، رَملةٌ
وجدتُ توالي الوصل عندي أبترا
حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ
وحَنّتْ قَلوصي أن رَأتْ سوْطَ أحمرَا

 ======

ولكني مما أصاب عشيرتي
وقَوْمي بأقرانٍ، حَوالَيهمِ الصُّبَرْ
ليالي نمسي بين جوٍ ومِسْطَحٍ
نشاوى ، لنا من كل سائمةٍ جَزَرْ
فيا لَيتَ خيرَ الناسِ حيّاً ومَيّتاً
يقول لنا خيراً، ويُمضي الذي إئْتَمَرْ
فإنْ كانَ شَرٌّ، فالعَزاءُ، فإنّنا
على وقعات الدهر، من قَبْلها صُبُرْ
سقى الله، رب الناس، سحاً وديمةٍ
جَنُوبَ السَّراةِ من مَآبٍ إلى زُعَرْ
بلادَ امرىءٍ لا يَعرِفُ الذّمُّ بيتَهُ
له المشرب الصافي، وليس له الكدرْ
تذكّرْتُ من وَهمِ بن عمرٍو جلادةً
وجُرأةَ مَعْداهُ، إذا نازِحٌ بَكَرْ
فأبشرْ، وقرَّ العين منك، فإنني
أجيء كريماً، لا ضعيفاً ولا حَصِرْ
ألا إنني هاجني الليلةَ الذكرْ
وما ذاكَ منْ حُبّ النساءِ ولا الأشَرْ

====

حاشا بني عمرو بن سنبس، إنهمْ
مَنَعُوا ذِمارَ أبيهِمِ، أنْ يَدْنَسوا
وتَواعَدوا وِِرْدَ القُرَيّةِ غُدْوَةً
وحَلَفْتُ باللَّهِ العَزيزِ لنَحْبَسُ
والله يعلمُ لو أنى بسُلافِهِمْ
طَرْفُ الجريضِ، لظلّ يوْمٌ مُشكِسُ
كالنّارِ والشّمسِ التي قالَتْ لها
بيَدِ اللُّوَيمِسِ، عالِماً ما يَلْمِسُ
لا تَطْعَمَنّ الماءَ إنْ أوْرَدْتَهُمْ
لتمام طميكم، ففوزوا واحبسوا
أو ذو الحصين، وفارسٌ ذو مِرَّةٍ
بكَتيبَة ٍ، مَنْ يُدْرِكُوهُ يَغرِسُ
وموطأ الأكناف، غير مُلَعَّنٍ
في الحي مشاءٌ إليه المجلسُ
ولقد بغى بِجَلادِ أوس، قومُهُ
ذُلاًّ، وقد علِمتْ، بذلك، سِنْبِسُ

 ==

بَنُوا جِنّيّة وَلَدَتْ سُيُوفاً
صوارم، كلها ذكر صنيعُ
وجارتهم حصان ما تزنى
وطاعمة الشتاء، فما تجوعُ
شرى وُدّي وتَكرِمَتي جَميعاً
لآخِرِ غالِبٍ، أبَداً، رَبيعُ
لَعَمْرُكَ، ما أضاعَ بَنُو زِيادٍ
ذمار أبيهم، فيمن يُضيعُ

===

إنّ عَدِيّاً، إذا مَلّكْتَ جانِبَها
مِنْ أمرِ غَوْثٍ، على مرْأًى ومُستمَعِ
اتبع بني عبد الشمس أمرَ صاحِبِهِم
أهلي فداؤك، إن ضَرَّوا وإن نفعوا
لا تجعلنا أبيت اللعن ضاحكة
كمعشر صُلِمُوا الآذان، أو جُدِعوا
إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ
وعبدَ شَمسٍ، أبَيتَ اللّعنَ، فاصْطنِعِ

=

وإني لأستحيي حياءا يَشِفُّني
إذا القوم أمسوا مرملي الزاد جوعا
إذا كان أصحابُ الإناءِ ثلاثة
حَيَيَّا ومُسْتَحْياً وكلبا مُجشَّعا
أُقَصِّرُ كَفّي أنْ تَنالَ أكُفَّهُمْ
إذا نحن أهوينا، وحاجاتنا معا
وإنّكَ مَهْما تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤلَهُ
وفَرْجَكَ، نالا مُنتهَى الذّمّ أجمعَا
أبِيتُ خَميصَ البطنِ مُضْطَمِرَ الحشَى
حياء، أخاف الذَّمَّ أن أتَضَلَّعا


وإنّي لأسْتَحيي صِحابيَ أنْ يَرَوْا
مكان يدي في جانب الزاد، أقرعا

=====

تَبَغّ ابنَ عَمِّ الصِّدقِ، حيثُ لقِيتَهُ
فإنّ ابنَ عَمّ السَّوءِ، إنْ سَرَّ يُخلفُ
إذا مات منا سيد قام بعدهُ
نظير له، يغني غِناه ويُخلِفُ
وإني لأَقْري الضَّيفَ، قبلَ سؤالِهِ
وأطعَنُ قِدْماً، والأسِنَّة تَرْعُفُ
وإني لأخزى أن تُرى بي بطنة
وجارات بيتي طاويات، ونُحَفُ
وإني لأُغشِي أبعَدَ الحيّ جَفْنَتي
إذا حرك الأطناب نكباء حَرْجَفُ
وإني أرمي بالعداوةِ أهلَها
وإنّيَ بالأعداءِ لا أتَنَكّفُ
وإنّي لأُعْطي سائلي، ولَرُبّما
أُكَلََّفُ ما لا أستَطيعُ، فأكْلَفُ
وإنّي لمَذْمومٌ، إذا قيلَ حاتِمٌ
نبا نبوة ، إن الكريم يُعَنَّفُ
سآبى ، وتَأبَى بي أُصُولٌ كريمَةٌ
وآباءُ صدق، بالمودةِ شُرِِّفوا
وأجعل مالي دون عرضي، إنني
كذلِكُمُ مِمّا أُفيدُ وأُتْلِفُ
وأغْفِرُ، إنْ زَلّتْ بمَوْلايَ نَعْلَةٌ
ولا خير في المولى، وإذا كان يُقْرِفُ
سأنصرُهُ، إن كان للحق تابعاً
وإنْ جارَ لم يَكْثُرْ عليّ التّعَطّفُ
وإن ظلموه قمت بالسيف دونه
لأنصره، إن الضيف الضعيف يُؤنَّفُ
وإنّي، وإنْ طالَ الثّواءُ، لَمَيّتٌ
ويَعْطِمُني، ماوِيَّ، بيتٌ مُسقَّفُ
وإنّي لَمَجْزِيٌّ بِما أنا كاسِبٌ
وكل امرئ رهن بما هو مُتْلِفُ
أرَسْماً جديداً من نَوَارَ، تَعَرَّفُ
تُسائِله إذ ليس بالدار موقفُ

======

ولا تقولي لمال، كنتُ مُهْلِكَهُ
مهلاً، وإن كنت أُعطي الجِنَّ والخبلا
يرى البخيل سبيل المال واحدةً
إن الجواد يرى في ماله، سُبُلا
إن البخيلَ إذا ما مات، يَتْبَعُهُ
سُوءُ الثّناءِ، ويحوي الوارِثُ الإبِلا
فاصدقْ حديثك، إن المرء يتبعه
ما كان يَبني، إذا ما نَعْشُهُ حُمِلا
لَيتَ البخيلَ يراهُ النّاسُ كُلُّهُمُ
كما يراهم، فلا يَقْرَى إذا نزلا
لا تعذليني على مال وصلتُ بهِ
رحماً، وخير سبيلِ المال ما وصلا
يَسعى الفتى، وحِمامُ الموْتِ يُدرِكُهُ
وكلُّ يوْمٍ يُدَنّي، للفتى الأجَلا
إني لأعلم أني سوف يدركني يومي
أصبح، عن دنياي مشتغلا
فليتَ شعري، وليتٌ غيرُ مُدرِكةٍ
لأيّ حالٍ بها أضْحَى بنُو ثُعَلا
أبلغْ بني ثعل عني مغلغلة
جهد الرسالة لا محكاً، ولا بُطُلا
أغزوا بني ثعل، فالغزو حظكم
عُدّوا الرّوابي ولا تبكوا لمن نكَلا
ويهاً فداؤكم أمي وما ولدتْ
حامُوا على مجدِكم، واكفوا من اتّكلا
إذْ غاب مبن غاب عنهم من عشيرتنا
وأبدَتِ الحرْبُ ناباً كالِحاً، عَصِلا
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي ذو مُحافَظَةٍ
ما لم يَخُنّي خَليلي يَبْتَغي بَدَلا
فإنْ تَبَدّلَ ألفاني أخا ثِقَة
عَفَّ الخليقة ِ، لا نِكْساً ولا وكِلا
مهلاً نوار، اقلي اللوم والعذلا
ولا تقولي لشيء فات، ما فعلا؟

=====

هما سألاني ما فعلتَ؟ وإنني
كذلك، عما أحدثا، وأنا سائلُ
فقلتُ: ألا كَيفَ الزّمانُ علَيكُما؟
فقالا: بخير، كُلُّ أرضك سائلُ
أتاني مِنَ الريّانِ، أمسِ، رِسالةٌ
وغَدْراً بحَيٍّ ما يقولُ مُواسِلُ

=========

فإن نزيعَ الجفر يذهب عيمتي
وأبلغ بالمخشوب، غير المفلفلِ
إذا كنتَ ذا مال كثير، موجهاً
تُدَقّ لك الأفحاءُ في كلّ منزِلِ

===

فقلت له: خذ المرتاع منها
فإني لستُ أرضى بالقليل
على حالٍ ولا عوَّدتُ نفسي
على علاتها عِلَلَ البخيل
فخذها إنها مائتا بعير
سوى النابِ الرَّذِيَّةِ والفصيل
فلا منٌّ عليك بها فإني
رأيتُ المنّ يُزْري بالجميل
فآب البرجميُّ وما عليه
من أعباءِ الحَمَالةِ من فتيل
يجرُّ الذيل ينفضُ مِذْرَوَيهِ
خفيفَ الظَّهر من حملٍ ثقيل
أتاني البرجميُّ أبو جُبيل
لِهَمٍّ في حَمالتِهِ طويلِِ

=====

أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما
كحظك، في رق، كتاباً منمنما
أذاعتْ بهِ الأرْواحُ، بعدَ أنيسِها
شُهُوراً وأيّاماً، وحَوْلاً مُجرَّما
دوارجَ، قد غيرن ظاهر تربه
وغيرت الأيام ما كان معلما
وغيرها طول التقادم والبلى
فما أعرِفُ الأطْلالَ، إلاّ تَوَهُّمَا
تَهادى عَلَيها حَلْيُها، ذاتَ بهجةٍ
وكشحاً، كطي السابرية ، أهضما
ونحراً كفى نور الجبين، يزينه
توَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْرٌ، مُنَظَّمَا
كجمر الغضا هبت به، بعد هجعة
من الليل، أروح الصبَّا، فتنسما
يُضِيءُ لَنا البَيتُ الظّليلُ، خَصاصَةً
إذا هيَ، لَيلاً، حاوَلتْ أن تَبَسّمَا
إذا انقَلَبَتْ فوْقَ الحَشيّة ِ، مرّةً
تَرَنّمَ وَسْوَاسُ الحُلِيّ ترَنُّمَا
وعاذلتين هبتا، بعد هجعة
تَلُومانِ مِتْلافاً، مُفيداً، مُلَوَّمَا
تَلومانِ، لمّا غَوّرَ النّجمُ، ضِلّةً
فتًى لا يرَى الإتلافَ، في الحمدِ، مغرَما
فقلتُ: وقد طالَ العِتابُ علَيهِما
ولوْ عَذَراني، أنْ تَبينَا وتُصْرَما
ألا لا تَلُوماني على ما تَقَدّما
كفى بصُرُوفِ الدّهرِ، للمرْءِ، مُحْكِما
فإنّكُما لا ما مضَى تُدْرِكانِهِ
ولَسْتُ على ما فاتَني مُتَنَدّمَا
فنَفسَكَ أكرِمْها، فإنّكَ إنْ تَهُنْ
عليك، فلن تلفي لك، الدهر، مكرما
أهِنْ للّذي تَهْوَى التّلادَ، فإنّهُ
إذا مُتَّ كانَ المالُ نَهْباً مُقَسَّمَا
ولا تشقين فيه، فيسعد وارثٌ
بهِ، حينَ تخشَى أغبرَ اللّوْنِ، مُظلِما
يُقَسّمُهُ غُنْماً، ويَشري كَرامَةً
وقد صِرْتَ، في خطٍّ من الأرْض، أعظُما
قليلٌ بهِ ما يَحمَدَنّكَ وَارِثٌ
إذا ساق مما كنت تجمع مغنما
تحملْ عن الذنين، واستبق ودهمُ
ولن تستطع الحلم حتى تحلما
متى تَرْقِ أضْغانَ العَشيرَة ِ بالأنَا
وكفّ الأذى ، يُحسَم لك الداء مَحسما
وما ابتَعَثَتني، في هَوايَ، لجاجةٌ
إذا لم أجِدْ فيها إمامي مُقَدَّمَا
إذا شِئْتَ ناوَيْتَ امْرَأ السّوْءِ ما نَزَا
إليكَ، ولاطَمْتَ اللّئيمَ المُلَطَّمَا
وذو اللب والتقوى حقيق، إذا رأى
ذو طبع الأخلاق، أن يتكرَّما
فجاورْ كريماً، واقتدح من زنادهِ
وأسْنِدْ إليهِ، إنْ تَطاوَلَ، سُلّمَا
وعوراء، قد أعرضت عنها، فلم يضرْ
وذي أودٍ قومته، فتقوما
وأغْفِرُ عَوْراءَ الكَريمِ ادّخارَهُ
وأصفح من شتم اللئيم، تكرَّما
ولا أخذِلُ الموْلى ، وإن كان خاذِلاً
ولا أشتمُ ابنَ العمّ، إن كانَ مُفحَما
ولا زادَني عنهُ غِنائي تَباعُداً
وإن كان ذا نقص من المال مصرما
ولَيْلٍ بَهيمٍ قد تَسَرْبَلتُ هَوْلَهُ
إذا الليلُ، بالنِّكسِ الضّعيفِ، تجَهّمَا
ولن يَكسِبَ الصّعلوكُ حمداً ولا غنًى
إذا هو لم يركب، من الأمر، معظما
يرى الخمص تعذيباً، وإن يلق شبعةً
يبت قلبه، من قلة الهم، مبهما
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، مُناهُ وهَمُّهُ
من العيش، أن يلقى لبوساً ومطعما
يَنامُ الضّحى ، حتى إذا ليلُهُ استوَى
تنبه مثلوج الفؤاد، مورَّما
مقيماً مع المشرين، ليس ببارحٍ
إذا كان جدوى من طعامٍ ومَجثِمَا
ولله صعلوك يساور همُّه
ويمضِي، على الأحداثِ والدهرِ، مُقدِما
فتى طلباتٍ، لا يرى الخمص ترحةً
ولا شَبعَة ً، إنْ نالَها، عَدّ مَغنَما
إذا ما أرى يوماً مكارم أعرضتْ
تَيَمّمَ كُبراهُنّ، ثُمّتَ صَمّمَا
ترى رمحه، ونبله، ومجنه
وذا شطب، عضب الضريبة ، مخذما
وأحناء سرج فاتر، ولجامهُ
عتاد فتى هيجاً، وطرفاً مسوَّما
فذلك أن يهلك فحسنى ثناؤه
وإن يحيى لا يقعد ضعيفا ملوما
تداركني جدي بسفح متالع
فلا تيأسن ذو نومة أن يغنما

====

سأمْنَحُهُ على العِلاّتِ، حتى
أرى ، ماوِيّ، أن لا يَشتَكيني
وكلمةِ حاسدٍ، من غير جرم
سَمِعتُ، وقلتُ مُرّي، فانقِذيني
وعابُوها عليّ، فلَمْ تَعِبْني
ولم يَعْرَقْ لها، يَوْماً، جَبيني
وذي وجهين، يلقاني طليقاً
وليسَ إذا تَغَيّبَ، يَأتَسيني
نظرتُ بعينه، فكففت عنهُ
محافظة على حسبي وديني
فلُوميني، إذا لم أقْرِ ضَيْفاً
وأُكْرِمْ مُكْرِمي، وأُهِنْ مُهيني
وما مِنْ شيمتي شَتْمُ ابنِ عَمّي
وما أنا مُخْلِفٌ مَنْ يَرْتَجيني

====

إن ابن اسماء لكم ضامن
حتى يؤدي آنس ناوِيَهْ
لا أفصد الناقةَ في أنفها
لكنني أُوجِرُها العاليه
إني عن الفصدِ لفي مفخرٍ
يكرَهُ مني المفْصَدُ الآلِيه
والخيلُ إن شَمَّصَ فرسانها
تذكُرُ عند الموتِ أمثالِيَه
عالِيَ، لا تلتد من عالِيَهْ
إن الذي أهلَكْتِ من مالِيَه

===

لقد كنتُ أطوي البطن، والزاد يشتهى
مخافة يوماً، أن يقال لئيمُ
وما كان بي ما كان، والليل مِلبسٌ
رِواق له، فوق الإكام، بهيمُ
ألُفّ بحِلسِي الزّادَ، من دونِ صُحبتي
وقد آبَ نَجمٌ، واسْتَقَلّ نُجُومُ
أما والذي لا يعلم الغيب غيرهُ
ويحيي العظام البيض، وهي رميمُ

====

أُوصيك خيرا بها، فإن لها
يدا لاأزال أحمدها
تدُلُ ضيفي عليَّ في غلسِ الليلِ
إذا النارُ نام مُوقِدُها
أقول لإبني وقد سطت يديه
بكلبةٍ لايزال يجلدها

======= 

تُمَنِّينَنَا غدواً، وغيمكم غداً
ضَبابٌ، فلا صَحوٌ ولا الغيمُ جائِدُ
إذا أنتَ أعطيت الغِنَى، ثم لم تجدْ
بفضلِ الغِنَى، ألفيتَ مالكَ حامدُ
وماذا يُعَدّي المالُ عَنكَ وجَمعُهُ
إذا كانَ ميراثاً، وواراكَ لاحِدُ
ألا أخلفتْ سوداء منك المواعدُ
ودونَ الذي أمّلْتَ منها الفَراقِدُ

======

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاعتقاد لابن أبي يعلى

  الاعتقاد لابن أبي يعلى  المحتويات المقدمة و خطبة المؤلف سبب تأليف الكتاب:الإيمان بالله وتوحيده:حقيقة الإيمان الإسلام والإيمان ال...